جلسا يتهامسان و يتغامزان
يتحاوران هل سننجح في ترميمها
هل ستسعد قلوبنا
هل ستقوم من جديد
هل ستطرب اذاننا بصوتها
ها قد جاء الرجل الكبير
هل عرف ما حدث
هل عرف بامر رفيقة عمره
هل الم بخبرها و ما حدث لها
هل عليهما بوجه حزين
متخذا من الكابة قناع
لم يريا خطوط شيبته من قبل
لم يعرفا رقة قلبه و قرب دمعته
متهامسان عما سيسرده لهما
جاء بقلب رجل حزين
لم يعهداه منه في جبروته
لم يريا منه الا الجبروت و السطوة
لو يسمعا الا صوته العالي موجها
لم يلحظا الا يد قوية
راياه مقبلا يتحسسها يغازلها
سمعاه يناجيها
سمعاه يبكي علي عمره معها
هل انت قرينة عمري
هل انت رفيقة كفاحي
هل انت صاحبتي من شبابي
يتلمس طلتها بفيه
يتحسس اجزائها باصابعه
يتوعد نفسه و يؤنبها
هل ان اواني
هل جاء ميعادي
متباكيا متحاملا علي شيبوبته الوهنة
هل انت الماكينة التي طالما عملت بها
هل انت المعدة التي ابرزت نجاحي
هل انت المعدن الذي استنزف عرقي
هل انت الشاهد الوحيد علي معاناتي
متذكرا كم شكي لها ضراوة الايام
متاملا شبابه معها
كم كان قويا بعضد ساعديه
كم عمل عليها و انتج بها المئات من فخره
اانت من ساعدني في تربية اولادي
اانت من ساهم في فتح بيتي
اانت من انسيتني همومي و الامي
اانت من كنت صامدة كلما ضعفت
انت مصدر قوتي و عزتي و احلامي
مربطا علي جسمها الثقيل
متاملا اجزائها المتهالكة
افعلا توقفت عن العمل
افعلا سيتم تكهينها
ام لازال هناك امل في ترميمها
ماذا افعل ااحتضنها بعيناي
ام المسها بشفتاي
ام اغسلها بدمائي
بشقائي
بسر سعادتي
ااكتم انفاسي لالحق بها
اابدل قلبي بها
لا بل هي قلبي بل اكثر
هي نفسي بل اعمق
يا ليتني مت قبل ان اري تقطيعها
يا ليتني ما رايتها
يا ليتني احد اجزائها
بل انا بالفعل وقودها
انا قائدها و اميرها
انا محركها و مليكها
ها هي بصماتي عليها
ها هي اماكن لحاماتي
هنا رايتها لاول مرة
هنا لمستها و احسست بها
هنا رايت ما غرز في كياني حبها
لا لن اتركها تغيب عن ناظري
افعلوا ما بدا لكم
انقذوا محبوبتي
لا لن تلمسوا مليكتي
صينوها رمموها
لكن لا تقطعوها
استحلفكم بكل ما تؤمنون به
لا اريد ان اموت ورائها
ساعدوها لتسعدوني
اصلحوها لترمموني
انها ما عملت من طفولتي
انها رفيقة احلامي
انها ماكينة الامي
مستقبل ايامي
كم راينا اسنانه لامعة عندما اصلحناها
كم لمسنا قوة صبره و كبر قلبه
كم احسسنا بفخر سلام يده
لم نره من قبل في ضعفه
و لم نر منه الا قوة باسه
الان فقط عاد مبتهجا
عاد ملتزما بماضيه و ذكراه
كم فرحنا لفرحته
و كم لمسنا سعادته
مع اصواتها تعلو و تعلو
مع دقاتها تغدو طربا
تدق و تعمل و تنتج فخرا
بكل ود مسحنا ترابها
بكل حب ازلنا شحمها
بكل فخر استمتعنا بادائها
و عملت و انتجت ما اردناه
و اسعدت قلوب من في المكان
انها بالفعل سعادتنا