تخيل لو كان مراسل أو مصور صحفى مصرى فى مؤتمر بين رئيس مصر وشيمون بيريز رئيس إسرائيل أو أى من رؤساء وزراء إسرائيل أولمرت أو نتنياهو أو غيرهما وانفعل هذا المراسل وأمسك بجزمته وقذف بجوز الجزمة رئيس أو رئيس وزراء إسرائيل الذى احتل ويحتل أرضا عربية «لعلكم مازلتم تتذكرون أن فلسطين محتلة»، ويحاصر حتى التجويع والإبادة شعبا عربيا فى غزة، ويمارس نازية وعنصرية بشعة على الشعب الفلسطينى فى كل أرجاء الأرض المحتلة، رمى الصحفى أو المصور بجوز الجزمة على قاتل الأطفال فى قانا وكل مجزرة إسرائيلية ضد أطفال فلسطين الأبرياء، هل كان ساعتها سيخرج علينا إعلاميون ونقابيون وصحفيون وسياسيون يهللون لقذف بيريز أو أولمرت بالجزمة؟
إطلاقا ولا يمكن ومن المستحيل، بل كان كلامهم سيتبدل ويختلف خوفا وذعرا من غضب الرئيس وانتقام الدولة وهجمات منافقى الرئيس وجحافل رجال المباحث فى شتى وسائل الإعلام التى كانت ستندد وتستنكر وترفض
ثم هذا المصور أو المراسل نفسه كان سيتعرض لصنوف من التعذيب والإهانة والمحاكمة السريعة التى ستذهب به إلى السجن مباشرة وسط زفة ترحيب وتنديد بمن يدافع عنه، ماذا لو فعلها صحفى أو مصور صحفى فلسطينى فى قاعة مؤتمرات تجمع الوزير الحقل أحمد أبو الغيط مع إيهود باراك أو ليفنى أو أولمرت إعلانا عن غضب وسعيا لانتقام الشعب الفلسطينى، هل كانت مصر ستصمت وتحيى وتبارك ووراءها كما فعلت فيالق المهنئين والمباركين والمتعاملين مع جزمة بوش على اعتبارها معركة استرداد الكرامة؟