سامى السعيد ا
عدد الرسائل : 34 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 22/09/2008
| موضوع: " بحث في وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق " السبت سبتمبر 27, 2008 11:18 pm | |
| الحلقة الخامسة
الأصل الرابع
قال شيخ الإسلام بن تيمه ( باب أسماء الإيمان والدين ) بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة الجهمية ، قال الشيخ
خليل هراس فى شرح الوسطية " كانت مسالة الأسماء والأحكام من أول ما وقع فيه النزاع فى الإسلام بين الطوائف
المختلفة وكان للأحداث السياسية والحروب التى جرت بين على معاوية رضي الله عنهما فى ذلك الحين وما ترتب
عليها من ظهور الخوارج والرافضة والقدرية انه كبير فى لك النزاع والمراد بالأسماء أسماء الدين مثل مؤمن ومسلم
وكافر وناس وغير والمراد بالأحكام أحكام صاحبها فى الدنيا والآخرة فالخوارج والحرورية والمعتزلة ذهبوا إلى انه
لا تستحق اسم الإيمان إلا من صدق بجنابة واقر بلسانه وقام بجميع الواجبات و اجتنب جميع الكبائر فمرتكبها عندهم لا
يسمى مؤمناً باتفاق بين الفريقين ولكنهم اختلفوا هل يسمى كافراً أو لا فالخوارج يسمونه كافراً ويستحلون دمه وماله
ولهذا كفروا علياً ومعاوية وأصحابها واستحلوا منهم ما يستحلون من الكفار ، وأما المعتزلة فقالوا أن مرتكب الكبيرة
خرج من الإيمان ولم يدخل فى الكفر فهو بمنزلة بين المنزلين ، وهذا احد الأصول التى قام علية الأول واتفق الفريقين
ايضاً على أن من مات على كبيرة ولم يتب منها ، فهو مخلد فى النار فوقع الاتفاق بينها فى أمرين هما :-
1.نفى الإيمان عن مرتكب الكبيرة .
2.خلوده في النار مع الكفار ووقع الخلاف ايضاً فى موضعين احدهما تسمية كافراً ، والثاني استحلال دمه وماله وهو
الحكم الدنيوي .
وأما المرجئة فقد سبق بيان مذهبهم وهو انه لا يضر مع الإيمان معصية فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان ولا
يستحق دخول النار .
أما أهل السنة والجماعة وسط بين الفريقين فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن ناقص الإيمان قد نقص من إيمانه بقدر ما
ارتكب من المعصية فلا ينفون عنه الإيمان كالخوراج والمعتزلة ولا يقولون بأنه كامل الإيمان كالمرجئة الجهمية ولكنه
فى الآخرة قد يعفوا الله عنه فيدخل الجنة ابتداءً أو يعذبه بقدر معصيته ثم يرحمه ويدخله الجنة
قال ابن عثيمين " أهل السنة والجماعة وسطاً بين هذه الطوائف فقالوا يسمى المؤمن الذي يفعل الكبيرة مؤمناً ناقصاً
الإيمان أو نقول مؤمناً بإيمانه فاسق بكبيرته وهذا اصل العدل فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم "
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي " لا نكفر احد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن
عمله " وأقوال سلف الصاع قال الحسن البصري " ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر فى الصدر وصدقته
الأعمال " من المعلوم يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وبنقص بالمعصية ، يزيد بترك المعصية ويتقص بنقصان الطاعة
لقوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "
أيه 2 سورة الأنفال
وكلام السلف الصاع فى هذا المعنى كثير قال أبى الدرداء من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه ومن فقه العبد
أن يعلم أن زاد أو نقص وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه " هلموا نـزداد ايماناً فيذكرون الله عز
وجل " وكـان ابن مسعود رضي الله تعالى يقول فى دعائه " اللهم ارزقاً ايماناً وتقياً وفقهاً " وكان معاذ بن جبل
رضي الله عنه يقول لرجل " هيا بنا نؤمن ساعة "
ومثله عن عبد الله بن رواحه وصح عن عمار بن ياسر انه قال " ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان إنصاف من نفسه
، والإنفاق من أفنار وبذل السلام للعالم . نقلاً عن ابن عز فى شرح الطحاوية | |
|