" بحث في وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق "

الحالقة السابعة

خاتمة

لقد قالوا طريق السلف اسلم وطريق الخلف احكم وهذه مقاله فاسدة أما الصحيح طريق السلف احكم واسلم واعلم

والأصح أن طريق السلف اعلم واحكم واسلم .

هناك كلام لابن القيم فى كتاب مدارك السالكين يتكلم عن الحكمة يفيد هذا البحث نختم به قال قال الله تعالى " أَنزَلَ اللّهُ

عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً "

وقال تعالى " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ

تَعْلَمُونَ " فكل نظام الودود مرتبط بهذه الصفة وكل خلل في الوجود وفي العبد فسببه الإخلال بها فأكمل الناس أوفرهم

منها نصيبا وأنقصهم وأبعدهم عن الكمال اقلهم منها ميراثا ولها اى الحكمة ثلاثة أركان هم العلم والحلم والاناه وآفاته

وأضداده الجهل والطيش والعجلة فلا حكمه لمن فقد ركن من هذه الأركان الثلاث وإنما تكمل الحكمة بان تشهد نظر

الله فى وعده وتعرف عدله في حكمه وتلحظ بره في منعه أي تعرف الحكمة في الوعد والوعيد وتشهد حكمته في قوله

فكل نظام الوجود مرتبط بهذه الصفة وكل خلال فى الوجود وفى العبد فسببه الإخلال بها فأكمل الناس أوفرهم

منها نصيباً وأنقصهم وأبعدهم عن الكمال اقلهم منها ميراثاً و لها ثلاثة أركان العلم والحلم والاناه وآفاتهم وأضدادها

الجهل والطيش والعجلة فلا حكمة لجاهل ولا طائش ولا عجول والله اعلم إنما تكمل الحكمة بان تشهد نظر الله فى

وعده وتعرف عدله فى حكمه وتلاحظ مده فى منعه اى تعرف الحكمة فى الوعد والوعيد وتشهد حكمه فى قوله

تعالى " إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً " فتشهد عدله في وعيده

وإحسانه فى وعده وكذلك نعرف فى أحكامه الشرعية والكونية الجارية على الخلائق فانه لا ظلم فيه ولا صفر ولا

جور وان أجراها على ايدى الظلة فهو اعدل العادلين ، وكذلك تعرف بره فانه سبحانه الجواد لا ينقص خزائنه الإنفاق

ولا ينقص ما فى يمينه سعة عطائه فما منع من منعه إلا لحكمة كاملة فى ذلك فانه الجواد الحكيم وحكمة لا تناقض

جوده سبحانه لا يضره إلا فى موضعه ووقته بقدر ما تقتضية حكمته ولو بسط الله الرزق لعبادة لفسدوا وهلكوا ، ولو

علم فى الكفار خيراً وقبولاً لدلهم على الإيمان وشكراً له عليها ومحبة له واعترافاً بها لهداهم إلى الإيمان ولهذا لما

قالوا للمؤمنين " أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا " أجاب بقوله " أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ " سورة الأنعام أية 53

وننهي البحث ذكر عقيدة شيخ الإسلام بن تيمية في أبيات قد نظمه رحمه الله تعالي

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي رزق الهدي من للهداية يسأل

اسمع كلام محقق في قوله لاينثني عنه ولا يتبدل

حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها أتوسل

ولكلهم قدر وفضل ساطع لكنما الصديق منهم أفضل

وأقر بالقرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل

وجميع آيات الصفات أمرها حقا كما نقل الطراز الأول

وأرد عهدتها إلي نقالها وأصونها عن كل ما يتخيل

قبحا لمن نبز القرآن وراءه وإذا استدل يقول قال الأخطل

فالمؤمنون يرون حقا رب وإلي السماء بغير كيف ينزل

وأقر بالحوض والميزان الذي أرجوا بأني منه ريا أنهل

وكذا الصراط يمد فوق جهنم فموحد ناج وآخر مهمل

والنار يصلاها الشقي بحكمة وكذا التقي إلي الجنان سيدخل

ولكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هناك ويسأل

هذا اعتقاد الشافعي ومالك وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق وإن وان ابتدعت فما عليك معول