سامى السعيد ا
عدد الرسائل : 34 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 22/09/2008
| موضوع: " بحث في وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق السبت سبتمبر 27, 2008 10:45 pm | |
| " الحلقة الثانية
أن عقيدة أهل السنة هى وسط بين فرق الأمة كما أن الأمة وسط بين الأمم السابقة " هكذا قال شيخ الإسـلام ابن تيمه
فى رسالة الوسطية ووضع أصولا خمـس ٍتوسطت فيها أهل السنة و الجماعة بين الفرق .
الأصل الأول
قال شيـخ الإسلام (هم وسط فى باب صفات الله بين أهـل التعطيل الجهمية و أهل التمثيل المشبهة ).
قال ابن عثيمين } هذان طرفان متطرفان أهل التعطيل الجهمية و أهل التمثيل المشبهة الجهمية ينكرون صفات الله عز
وجل بل غلاتهم ينكرون الأسماء ويقولون لا يجوز أن نثبت لله اسما ولا صفة لأنك إذا اثبت له اسماً شبهته بالمسيات
وإذا اثبت له صفه شبهته بالموصفات إذا لا نثبت له اسماً ولا صفه وما أضاف الله إلى نفسه من الأسماء فهو من باب
المجاز وليس من باب التسمي بهذه الأسماء ، وكذلك من أهل التعطيل المعتزلة ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء ومن
المعطلة أيضا الأشاعرة وهم يثبتون الأسماء وسبعاً من الصفات فكل هؤلاء يشملهم اسم التعطيل لكن بعضهم معطل
تعطيلا كاملاً الجهمية وبعضهم تعطيلاً نسبياً كالمعتزلة الأشاعرة ، وأما أهل التمثيل المشبه فيثبتون لله صفات ويقولون
يجب أن نثبت لله الصفات لأنه أثبتها لنفسه ، ولكن يقولون أنها مثل صفات المخلوقين فهؤلاء غلوا فى الإثبات قالوا
يجب عليك أن تثبت لله وجهاً وهذا الوجه مثل وجه أحسن واحد من بنى آدام ، لان الله خطبنا بما نعقل ونفهم قال تعالي
[ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ] ( 1 ) ولا نعقل ونفهم من الوجه إلا ما نشاهد و أحسن ما نشاهد الإنسان
ويقولون أن هذا ما تدركه العقول .
وأما أهل السنة والجماعة قالوا نحن نأخذ بالحق الذي مع الجانبين فنأخذ بالحق فى باب التنزهه فلا نمثل ولا نشبه
ونأخذ بالحق فى جانب الإثبات فلا تعطل بل إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل {(2) ومن فهم اسالفنا نورد هذا المثال
وهو للامام العلم العالم إمام دار الهجرة الإمام مالك ابن انس بين لنا عقيدة السلف فى هذا الأصل ، روى أبو نعيم فى
الحلية والبيهقي فى الأسماء والصفات واللالكائي فى شرح أصول الاعتقاد والدارمي فى الرد على الجهمية " أن
رجلاً جاء إلى مالك ابن انس فقال يأبى عبد الله [ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ] قال كيف استوى ، قال جعفر ابن
عبد الله وهو راوي الحديث ما رأيت مالكاً وجداً من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء وأطرك القوم وجعلوا
ينتظرون ما يأتي منه فى ، فسري عن مالك وقال الكيف غير معقول والاستواء فيه غير مجهول والأيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة وقال للسائل اننى أخاف أن تكون ضالاً وأمر فاخرج "
وخلاصة القول : " أن السلف الصالح الذين يمثلون أهل السنة والجماعة اثبتوا ما هو الأصل المعلوم بالنص القرآني
أو النص النبوي وتقفوا فيما هو المتشابهة وهى الكيفية ولم يشغلوا أنفسهم بطلب ذلك لان العقل عاجز عن إدراك كيفية
الصفات وهذا منهج الذي اتبعه السلف فيه تمجيد للعقل حيث استعملوه فى نطاق قدرته ومجال دائراته وأما مخلفوهم قد
غلوا فى تمجيد العقل وظنوا انه قادر على تفسير جميع الأشياء ومعرفتها فوضعوه فى غير محله واستخدموه فى غير
ما خلق له فضلوا وأضلوا " (3 )
_______________________ 1)سورة الرحمن أيه 27 2)شرح العقيدة الوسطية لابن عثيمين 3) تعليق لشعيب الارنؤوط على كتاب أقاويل الصفات | |
|