السلطان لما يغور

في زحمة أناشيد الرفض المخنوقة

و تقاطع أصوات حراس السلطان الممجوجة

زي نخامه

علي أرض نفاق

الأخرس قال

و الميت فاق

و الأجهل عرف الحكمة المنطوقه

علي طرف لسان السلطان

و الكل اترص كما الجوقة ..

يهتف بحرارة ألهب من شمس صحاري العربان

( بالروح بالدم نفديك يا سلطان )

****************

انشرح الفرعون.. النمرود.... الشاه

النسر أبو جناح ناري مفرود ..

هايم هيمان ..

علي كل الناس الغلبانه

و علي كل الوطن الغلبان

و أصدر فرمان :

( الآن ....

الكل عليه الضحك ...

الوش بشوش

و الصوت فيه المرح المعهود ...

بأمر السلطان ...

الآن

علشان .. هو أصل الأشياء فرحان

و أي مخالفه للفرمان

و لو حتي تنهيدة نسوان ...!

الزعلان يبقي الجاني

و يبقي الجاني هو الزعلان

وما يسألش عن قدر عذابه .. ومداه ...!

الآن

من غير تأخير

ولا قلقان ...)

****************

و في لحظة

مَلِت البلد الضحكات ...

من ماتلوه وليد ....يضحك

و مين فارق حبه....يلوح بالمنديل و يقهقه ..!

و مين صادف لحظة عشق في نور الله

و مين يتعذب تحت سياط الجلاد ..

جرحه بيصرخ .. وألمه بيضحك

زي ما قال السلطان ...!

بأمر السلطان ..

مَلِت البلد الضحكات...

علي شط النيل

و علي شط فرات ...

...

و السلطان...

كل صباح .. يفتح مذياع الكدب ..

و يسمع بلهفة عاشق

لصياح الغربان: ( بالروح بالدم نفيدك يا سلطان)

حتى إمتلأ الأغبي من دودة أرض

بيقين وإيمان

إن الشعب فداه

و الأرض فداه

و الوطن مجرد كبش لعيد أضحاه ...

...

وذات صباح

يشبه كل صباح

بيعدي علي وطن بيقفل في عينيه

علشان ما يشوفش النور ..

فتح السلطان المذياع

مرضاش ..

زهق المذياع المقهور ..

و قرر رغم مصيره المحتوم

إنه يغني أنشودة لا

أنشودة بتنزل علي جسم السلطان المتجلد

كبريت و رصاص مصهور

ينزف و يد وب و يغور

وينادي أصداء الأغنية الوهمية

( بالروح بالدم نفيدك... يا ...)

و ما ترد علية غير قولة ( لا )